لا صوت يعلوا فوق صوت قضية المسلمين الأولى، ولا جرح أولى بالتضميد من جرح الأمة النازف في غزة، فمع تعدد المصائب وتنوع الفواجع في هذه الأمة المكلومة؛ تبقى فلسطين قضيتنا الأساس التي لا ينبغي لنا تجاهلها ونسيانها.
فلسطين؛ تلك البلدة التي سالت من أجلها العيون، ورخصت في سبيلها المنون، هي أولى القبلتين، وثالث المسجدين، ومسرى نبينا محمد الأمين صلى الله عليه وسلم، هي التي تشد من أجلها عزائم الأبطال، وشعبها الصابر المحتسب المكلوم يعيش منذ ما يزيد عن سبعين عاما تحت وطأة الاحتلال، وقد قاسوا الشتات والتشريد والسجن والتعذيب والحصار والتجويع.
جاشت الأشواق وانزاح الكرى ولظى الحزن بليلي مؤنسي
آه! لو أمكن يا روح السرى ما برحت لحظة في مجلسي
كنت أسريت إلـى تلك الربى في بقاع طهرت من دنس
فلقد طال على القلب النوى وهوى الأشواق بيت المقدس
لقد انكشفت عورة ما يسمى بالعالم المتحضر، وهو تتفرج على ما يحصل على أرض الإسراء والمعراج، بل يدعم هذا الفعل الشنيع بما فيه من وحشية وإجرام، لينكشف زيف شعاراته البراقة، وعلى رأسها شعار حقوق الإنسان.
إن الجرائم المتكررة التي يمارسها الصهاينة على أرض فلسطين لتدل دلالة واضحة على مدى وحشيتهم وعدم احترامهم للأديان السماوية، وإن جبين الإنسانية والتاريخ ليندى لما يقوم به هؤلاء من أعمال تخريب وتدمير للبشر والحجر والشجر، فأصبح لزاما على المسلمين في المشارق والمغارب أن ينصروا إخوانهم في فلسطين، لإنهاء مخططات الكيد والمكر والعدوان، وتحرير المقدسات ورد الحق السليب إلى أهل الإيمان.
ويبقى المسلم دائما على ثقة ويقين بتحرير الأقصى وأرضه المباركة من براثن الصهاينة المعتدين، مصداقا لبشرى نبينا صلى الله عليه وسلم.
إن دولة الكويت التي افتتحت جائزتها الدولية الثانية عشرة للقرآن الكريم وقراءاته وتجويد تلاوته، قد خصصت جل افتتاحيتها الرسمية لهذه الجائزة معلنة عن موقف دولة الكويت الداعم على الدوام لقضية المسلمين الأولى، فقال معالي وزير العدل ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الأستاذ عبدالرحمن بداح المطيري - الممثل لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه -: «وإذا كنا نجتمع اليوم لحفل افتتاح جائزة الكويت الدولية الثانية عشرة للقرآن الكريم؛ فإننا لا ننسى أبدا البلاد المباركة، والأرض المقدسة، ومسرى سيد الأنبياء عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، والتي جاء ذكرها في آيات الذكر الحكيم، والتي يجري فيها الآن على أشقائنا وإخواننا في العقيدة والدين في غزة وفلسطين من الأحداث المؤلمة الجسام والمجازر الدامية العظام، ما تعجز الكلمات عن وصفه واللسان عن التحدث به، وإن قضية القدس الشريف ليس قضية الفلسطينيين وحدهم، وإن دولة الكويت حكومة وشعبا تقف دائما إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق، وتسعى لنصرته ودعمه على مختلف الأصعدة في جميع المحافل، ونسأل الله تعالى أن ينصر إخواننا في فلسطين، وأن يحقن دماءهم، وأن يعجل في تفريج كربهم، ويكبت عدوهم »، كما تتوجه «الوعي الإسلامي» إلى المولى سبحانه وتعالى بالدعاء أن يمن على سمو الأمير الشيخ نواف الجابر الأحمد الصباح بالعفو والعافية وأن يشفيه شفاء لا يغادر سقما.